نفت زواجها قريباً وأكّدت عدم خلافها مع هيفاء وهبي نانسي عجرم: أحبّ أن أعود مع ملحم بركات إلى الطفولة
مع كل نسخة من ألبومها الجديد «شخبط شخابيط» تقدّم الفنانة نانسي عجرم لجمهورها شعاراً تعتمده في حياتها «إضحك تضحك لك الدنيا»؛ لأن الحياة برأيها
لا تستأهل النزاعات بين الناس ولا الحروب بين الفنانين، حيث نفت أيضاً وجود أي خلافات بينها وبين الفنانة هيفاء وهبي في لقاء أجرته معها «سيدتي» لم يخلُ من شقاوة نانسي أحياناً، وهي التي اختارت الموسيقار ملحم بركات للعودة معه إلى الطفولة، وجدّيتها وصراحتها أحياناً أخرى حيث صرّحت أن عينها كانت على الفنانة نوال الزغبي. فتعالوا نتعرّف إلى نانسي في كل الحالات:.
بيروت ـ كلودين كميد
تصوير: فارس جمّال
> نبدأ معك من الأغنية التي سجّلتها لفيلم «عندليب الدقي» للممثل محمد هنيدي، هل هو من اختار صوتك لافتتاح مقدّمة فيلمه؟
ـ لم أسجّل الأغنية بعد. وأنا بانتظار سماع العمل لأتبيّن ما إذا كانت الأغنية ستستحوذ على إعجابي لأقوم بتسجيلها أم لا.
> ولكن لمَ أُشيع الخبر بأنك سجّلتها؟
ـ لا لم أفعل بعد. كل ما في الأمر أن القيمين على الفيلم تحدّثوا إلى مدير أعمالي جيجي لامارا الذي وضعني بالصورة. وال
محمد هنيدي صاحب أفلام ناجحة وتحظى بشعبية وشخصية مميّزة.
> ولكن لمَ لم يعرض عليك مشاركته بطولة فيلمه واكتفى بنيل أغنية منك فقط؟
ـ لمعرفته مسبقاً بأنني لست جاهزة للتمثيل حالياً بعدما أعلنت عن ذلك في المجلات. لقد اكتشفت أنني أتعب كثيراً أثناء تصوير «فيديو كليباتي» وأبذل مجهوداً كبيراً، خصوصاً في أغنيتي المصوّرة للأطفال «شخبط شخابيط». فكيف بالحري إذا كان تصوير أي فيلم سيستغرق 3 أو 4 أشهر؟ فهذا الأمر سيتطلّب مني التفرّغ التام.
> ولكنك ترفضين التمثيل في وقت أن معظم الفنانات اللبنانيات يتّجهن إلى السينما المصرية كسيرين عبد النور وهيفاء وهبي ورولا سعد التي أعلنت موافقتها على التمثيل، فهل تراك تسيرين عكس التيار لتبقي متفرّدة بخطّك؟
ـ سيرين أصلاً عرفت كممثلة في لبنان وأنا لا أسير عكس التيار إطلاقاً. ولكن كل ما في الأمر أن لا وقت لدي للتمثيل أو حتى لأعيش حياة عادية كسائر الناس بسبب ضغط العمل من حفلات وأسفار مستمرة، فكيف لأعيش حياة فنانة وممثلة؟!
> نعرف أنك والفنانة سيرين عبد النور صديقتان وفق ما صرّحت في مقابلة أجرتها معها «سيدتي»؟
ـ (مقاطعة) نعم أنا أحبها كثيراً. فسيرين صاحبة قلب أبيض ومتواضعة. ويشعر من يتحدّث إليها أنه يعرفها منذ زمن بعيد.
> وهل ثمة فنانة أخرى تتمتّع بهذه المواصفات برأيك؟
ـ نعم، أمل حجازي.
> كثيرة هي العيون المسلّطة عليك، هل تخافين الحسد؟
ـ نعم أخشى الحسد. ولكنني إنسانة مؤمنة وأعتبر أن المؤمن يحميه الله. وأنا أشعر أن الله معي ولا يجب أن أخاف من شيء.
نانسي ما بين التمثيل والإعلان
> صوّرت اعلاناً لـ «كوكا كولا» فيما ال
ات الأخريات اتجهن لتصوير إعلانات للـ «بيبسي»، كما بقيت أيضاً ال
ة شبه الوحيدة خارج «روتانا» هل تقصدين التمايز بذلك؟
ـ أعود وأكرّر أن الأمر ليس متعمّداً ولكن هناك ثمة مواضيع ننتظر الإتفاق عليها قبل توقيع العقد مع «روتانا». حتى ان ألبوم «شخبط شخابيط» كان سيكون من نصيب «روتانا» ولكن هناك نقاطاً لم يتم الاتفاق عليها بين جيجي وسالم الهندي. وأنا مستمرة بتصوير إعلان «الكوكا كولا» لأنني مرتاحة بالتعامل مع هذه الشركة، وأنا بطبعي وفية في الحياة. وإذا كنت سعيدة بتعاملي مع أشخاص أو شركة ما فلمَ سأعمد لاستبدالهم بآخرين؟!
> قيل بأنك تقاضيت حوالي 3 ملايين دولار مقابل آخر إعلان «كوكا كولا» صوّرته؟
ـ لا، هذا الرقم مبالغ فيه. وفي المقابل، لا أريد التطرّق إلى موضوع الأرقام. (وتضيف ضاحكة) أنا فنانة اشتهرت بالملايين. والمبلغ الذي نلته من تصوير هذا الإعلان يوازي نجاحي كفنانة.
> ذكرت مرة في الـ CNN أن التمثيل ليس مستبعداً من مشاريعك الفنية، هل تراجعت عن هذا القرار؟
ـ لا. الفكرة ليست مستحيلة. وأنا أريد مستقبلاً عندما يتقدّم بي العمر أن يضمّ أرشيفي فيلماً سينمائياً. ولكن حالياً الوقت لا يساعدني.
> أي نوع من الأفلام تفضّلين؟
ـ أرى نفسي بالدراما حتى لو أن طبعي مرح. فأنا في أغنيتي المصوّرة «إنت إيه» اكتشفت أنني قادرة على تجسيد الدراما الحزينة.
> هل تعيشين الدراما في حياتك؟
ـ كل منّا لديه محطات من الدراما في حياته.
> ولكنك حقّقت كل شيء في حياتك: النجومية، والنجاح والثراء...
ـ لا أعيش حزناً عميقاً، ولكنني في بعض الأوقات أكون «زعلانة» من أشياء كثيرة. فما من إنسان تخلو حياته من الحزن. أنا حسّاسة جداً. وإذا صودف وجرحني أحد ما
مثلا ًـ لنفترض من عائلتي ـ متوجّهاً إلي بكلمة لا أستحقها أبقى حزينة على مدى أسبوع. مرات أصحو من النوم صباحاً حزينة من دون سبب ويكون مزاجي معكراً. أنا إنسانة كسائر الناس.
> ذكرت إحدى المجلات في العام 2005 أن ثروتك تقدّر بـ 16 مليون دولار، فبكم تقدّر اليوم؟
ـ (ضاحكة) إحزري؟ هذه أمور
لا يستطيع المرء التحدّث عنها. بالطبع زاد مصروفي ولكن حاجاتي لا تزال كما هي. فالأشياء التي كنت أشتريها من قبل لا تزال ذاتها من ثياب وساعات واكسسوارات حتى أنني لا زلت أشتريها من المتاجر نفسها التي كنت أقصدها قبل أن أصبح فنانة. الأمر الذي اختلف فقط يتعلّق بسيارتي التي صارت أكثر حداثة من ذي قبل. بالتأكيد، صار لدي مردود أكبر ولكن نحن الفنانين الجدد بتنا نتعلّم الكثير من الأمور من جيل الفنانين الذي سبقنا، لا سيما ممن كانوا يملكون الكثير من المال وباتوا معدومي الحال. وأنا لا أقصد أن نكون بخلاء ولكن ليس أن نكون في المقابل مبذرين من دون هدف.
> هل تعتقدين بأن الفن غدّار؟
ـ بالتأكيد، فهو اليوم معي وربما غداً لا يكون. فمعادلة «لو دامت لغيري لما آلت إلي» صحيحة. ولا أحد ينكر أن هناك أشخاصاً جدداً يبرزون بالفن. والناس يحبون الوجوه الجديدة. أنا لا أزال في بداية الطريق. ولكن يوماً ما لا يجب أن يشكّل هذا الأمر عقدة لدي. وربما تصبح لدي مسؤوليات أخرى أهتم بها كالزواج والإنجاب، وهذا أمر قد يكون أكثر ما سأسعد به، أي أن أرى أولادي يكبرون أمامي فهذا أجمل شيء في الدنيا.
> هل تتقبّلين مستقبلاً أن تحلّ فنانة آخرى مكان نانسي عجرم؟
ـ نعم. فإذا أهملت نفسي ولم أعد أكترث لعملي فستنطلق فنانة بسرعة وتمحوني. ولكن إذا كنت أتجدّد باستمرار فسأبقى مشهورة ومحبوبة وهذا لا يمنع أن تكون فنانة أخرى قد أطلّــــــت في الوقــــت ذاته.
> ألا يشعرك ذلك بالكآبة؟
ـ إطلاقاً. فإذا تخيّلت نفسي أنني صرت مستقبلاً بعمر قدّمت الكثير للفن وبرزت فنانة ناجحة فأنا أكبر بها. وأتمنى أن أبقى محافظة على هذا التفكير.
> هل محت نانسي عجرم أحداً عندما انطلقت في الفن؟
ـ لا أعرف. فهذا الموضوع لست المخوّلة للحديث عنه إنما الناس فأنا عندما أطللت فنياً لم أتطلّع إلى غيري إنما تفرّغت لعملي. وهذا الأمر
لا يزال يرافقني لغاية الآن.
نانسي وألبوم الأطفال
> لماذا قرّرت الآن إصدار ألبوم «شخبط شخابيط» للأطفال؟
ـ الفكرة واردة لدي منذ ثلاث سنوات. فمنذ ذلك الحين، وأنا أسمع الناس والصحافة يسألونني لمَ لا تقدّمين عملاً خاصاً بالأطفال؟ وكنت أجيبهم: وما الحاجة لذلك طالما أن جمهوري من الأطفال يحفظ أغنياتي ويردّدها؟ ولكن مع إلحاح الأطفال كلما كانوا يرونني بتخصيص ألبوم لهم تضافرت كل العوامل لأقدّم لهم عملاً خاصاً بهم. فهم كانوا يقولون لي: «لمَ لا تقدّمين لنا مسرحية على غرار Ton amie liliane (مسرحية غنائية للأطفال) وحتى أهاليهم كانوا يطلبون مني ذلك. إلى أن قرّرت العمل جدياً على الفكرة التي نفّذتها مؤخراً. وإصدار ألبوم للأطفال سيكون لمرة واحدة فقط لأنــه يــأخـــذ وقتاً طويــلاً للتحضير.
> أصـــــدرت ألبوماً للأطفال بالتزامن مع طـــرح الفنانة هيفاء وهبي أغنية للأطفال أيضاً تمهيداً لإصدارها ألبوماً كاملاً من هذا النـــوع بعد أشهر قليلة. وقد حاول البعض أن يصوّر الأمر وكأنكما أقدمتما على هذه الخطوة من باب المنافسة بينكما والتقليد ومن ستسبق الأخرى لإصدار العمل، فما ردّك؟
ـ أنا لا أفكر مطلقاً على هذا النحو وأعتقد أن هيفاء أيضاً لا يشغلها هذا التفكير ومن تصدر ألبومها قبل الأخرى. برأيي، على كل الفنانين أن يغنّوا للأطفال لأنهم يستحقون منّا التفاتة كبيرة.
> وما تعليقك عمّا قالوه عن المنافسة بينكما؟
ـ من يدّعي هذه الأمور هو سخيف. أنا أتمنى لهيفاء كل النجاح.
> هل تعتقدين أنهم يحاولون زرع الخلافات بينكما؟
ـ لا خلافات بيننا. بالعكس، نحن صديقتان. وأدعو الله أن يوفّقها بكل ما تقدم عليه سواء بالفن أو بحياتها الخاصة.
> هل تلتقيان باستمرار؟
ـ ليس كثيراً بحكم العمل. وأكثر مكان نلتقي فيه هو الطائرة.
> هل سبق وتحدّثتما عن ألبوميكما الخاصين بالأطفال؟
ـ لا، فآخر مرة التقيتها كانت قبل فكرة تسجيل ألبوم للأطفال.
> وهل من الممكن أن تهنّئيها بعد إصدار ألبومها المخصّص للأطفال؟
ـ بالتأكيد.
> هل سبق وهنّأتها بأغنية الأطفال «نوتي» عندما أصدرتها منذ أشهر؟
ـ لا، لأننا لم نلتق، ولكن مديرة أعمالها سينتيا مهنا تلتقي أحياناً صدفة مع مدير أعمالي جيجي لامارا.
> منذ عامين هنّأت الفنانة هيفاء وهبي على نيلها جائزة
الـ «موريكس دور» في وقت نلت أنت أيضاً جائزة في المهرجان ذاته، هل من عادتك أن تتصلي بالجميع عندما يفوزون بالجوائز؟
ـ لا. ولكنني تحدّثت حينها إلى هيفاء لأنني شعرت أنني أريد تهنئتها. وبعدها لم تسمح الظروف بلقائها. ولكن لا خلافات بيننا.
> حتى في ظل من يحاول الإيقاع بينكما؟
ـ بالتأكيد، حتى أنني في مرات كثيرة أقول لمَ أرد؟ المهم أنها تعرف حقيقة ما أكنّه لها والعكس صحيح.
> تأخذين كل الأمور براحة ورحابة صدر؟
ـ نعم، لأن الحياة أكبر من أن نعطي أهمية لأشياء صغيرة كأن نقول مثلاً هذه الفنانة ارتدت الفستان ذاته الذي سبق وارتدته غيرها. ما هذه السخافات؟
> كيف توصّلت إلى هذا النضج وعمرك لم يتجاوز الـ 23 عاماً؟
ـ لا أعرف. ربما لأنني أحظى بسلام داخلي. وأنا آخذ الأمور دوماً بروية وأعتبر أن كل إنسان ينال نصيبه في الحياة.
> ألا تجدين تشابهاً بين أغنيتك «شاطر» وأغنية «نوتي» لهيفاء وهبي؟
ـ أغنيتي باللبنانية وأغنيتها بالمصرية. حتى لو أن هناك تشابهاً بالأغنيتين فهذا أمر طبيعي لأننا كيف سنتوجّه بعبارات الإرشاد والتعليم للأطفال؟ أعتقد أن الأسلوب واحد في هذه الحالة. كلنا سنقول له إسمع كلام أهلك ولا تفعل هذا أو ذاك.
> هل استعدت وأنت تسجّلين ألبوم الأطفال مشاهد من طفولتك؟
ـ كل يوم أفكّر بطفولتي. وهناك صور منها مطبوعة برأسي لا أستطيع نسيانها. أنا أعيش في الماضي كثيراً. وحتى أنني أذكر كل البرامج التي شاركت بها وأنا صغيرة بكل تفاصيلها أي ماذا كنت أرتدي فيها والأغنيات التي كنت أقدّمها... وعلى سبيل المثال: أطللت مرة في برنامج «مواهب زغيرة» على «تلفزيون لبنان» بفستان أبيض ومرة بآخر أحمر. وفي إحدى المرات ألبستني والدتي سروالاً أزرق ومرة أخرى تنورة من المخمل الأسود. أما في برنامج «نجوم المستقبل» فبفستان زهري اللون... كل هذه اللحظات مطبوعة بذهني.
> لو عاد بك الزمن إلى الوراء في أي محطات تتوقفين؟
ـ ليتني أستطيع العودة إلى لحظات من طفولتي والتمتّع بها أكثر. (وتكمل ضاحكة) ليت باستطاعة المرء أن يعيد الماضي بعقل الحاضر. فكل سنة تمضي لن تعود وهذا أمر يحزنني لأنني أشعر أن الحياة جميلة.
> تبدين متشائمة نوعاً ما؟
ـ على العكس، أنا متفائلة كثيراً واتبع شعار «إضحك تضحك لك الدنيا». ولقد تبيّن لي أن كل ما يفكّر به المرء يصيبه. فعلى سبيل المثال: إذا كرّر أحدهم: «أنا سأمرض سأمرض» فسيمرض. أما إذا قال: «لن أمرض» فبالتأكيد سيكون أقوى من
المرض ويهزمه بتفاؤله وعدم استسلامه.
عيني على نوال الزغبي