ليست المرة الأولى التي تقف فيها ماجدة الرومي في وسط بيروت لتغني لبيروت القائمة من تحت الرماد، صلّت للبنان، للسلام في ربوعه، للمصالحة بين ابنائه، صلت للمرضى والحزانى، للارامل والايتام.
ماجدة عبرت عن فرح اللبنانيين، فرح ببيروت ست الدنيا، بيروت التي تقوم مجددا من تحت الردم، "قومي يا بيروت قومي".
تأخر بدء الحفل حتى العاشرة، لان المواعيد اللبنانية هي هي. بدأ الناس بالتجمع منذ التاسعة والنصف، بتأخير نصف ساعة عن الموعد المعلن. ظننا لوهلة ان لا حشد في الساحة. لكن الناس ما لبثوا ان تدافعوا من كل جهة. في العاشرة تبدل المشهد. استعدوا لملاقاة ماجدة الرومي. اطلت على المسرح، صفقوا لها كثيرا، عادت بهم الذاكرة الى كلامها الشهير في الذكرى الثانية لاستشهاد جبران تويني، عندما دعت اللبنانيين الى انتفاضة على واقع التبعية والاستزلام، على الظلم، على عدم قبول الآخر، عندما دعتهم الى التعالي عن الضغائن وتحقيق المصالحة الوطنية التي يصنعونها بأنفسهم.
كان تصفيق حاد، وكانت اغنيات من القلب، وكان ترداد للكلمات ودعوات الى تكرار اغنيات.
ماجدة دعت بيروت مرارا "قومي يا بيروت" والعاصمة لم تردها خائبة، اذ برهنت في الايام الاخيرة انها "بيروت ست الدنيا".