حسن يوسف يكشف أسرار توبة زوجته "شمس البارودي":
’’ تجار الرذيلة حاربونا بالأموال والأفلام
لكننا ذقنا حـلاوة الإيمان فـلـم نـرجـع,,
’’95% من الأفلام تقدم المرأة
على أنها لعوب وسلعة مبتذلة,,
حسن يوسف زوج السيدة "شمس البارودي" التي تركت النجومية والشهرة -وراحت تغدو إلي ربها وخالقها ترجو رحمته وتخشى عذابه- تبدل حاله من اللهو والتمثيل والسهر إلي الجد واللحية والوقار. أخذ بيد زوجته وكان له فضل في توبتها، ورغم حملات التشهير والسخرية صبر على البلاء. نلتقي به اليوم ليحدثنا عن تجربة توبة زوجته ودوره فيها، وعن أسرار حياته فكان هذا الحوار:
ديوان الحجاب والعمرة
v يقولون وراء كل رجل عظيم امرأة ونحن نقول اليوم وراء توبة شمس البارودي رجل عظيم؛ فما هي ملابسات توبة السيدة شمس البارودي زوجتك؟ وما دورك في اعتزالها التمثيل وارتدائها النقاب؟!
شمس البارودي دائما داخلها إنسانة طيبة. كانت تشعر دائما بالقلق والرعب لعدم ارتدائها الحجاب، وكانت تعجب بكل فتاة ترتدي الحجاب حتى أهدتها ابنتنا "ناريمان" ديوان شعر يتحدث عن الحجاب والاحتشام، ولقد مست هذه الكلمات شغاف قلبها وتأثرت بكلماته. ودعم ذلك سفرها لأداء العمرة مع والدها؛ فلم تنم ليلة السفر وأخذت تنتظر ذلك اللقاء، لقاءها بالأرض الطاهرة، وأدت العمرة. وكلما انتقلت من مكان إلى مكان على الأرض المقدسة شعرت بجلال الموقف، ولم تملك سوى دموعها ندما على الأيام الحالية، وآه آه من الشيطان اللعين الذي يسرق منا أجمل سنوات عمرنا ولا ننتبه إلا بعد فوات الأوان. وبعد أن أدت العمرة، وفي الليل شعرت بضيق في صدرها وكأن جبالاً تجمعت فوقها، وسألها والدها عن سبب الأرق فقالت له: أريد أن أذهب إلى الحرم الآن! فتعجب الوالد، ولكن فرح جدا عندما طلبت منه هذا المطلب. وعندما وصلت إلي المسجد الحرام أدت تحية المسجد وبدأت تطوف بالبيت العتيق، وبدأ جسدها يرتعد، والعرق يتصبب من جسدها، وشعرت "شمس" ساعتها وكأن هناك إنسانا بداخلها يريد أن يخنقها!! وخ! رج، نعم، خرج الشيطان من داخلها. ذهب الضيق الذي كان يجثم فوق صدرها، وذهب القلق. وجدت لسانها يردد الدعاء لأولادها وزوجها وراحت تطوف حول الكعبة والدموع تنهمر وكأنها بركان انفجر ولا يجد من يمنعه من الانفجار.
وعندما وصلت إلى مقام سيدنا إبراهيم -عليه السلام- وقفت لتصلى ركعتين وبدأت تقرأ الفاتحة وكأنها تقرأها لأول مرة، وبدأت تشعر في كلمات فاتحة الكتاب بمعان جميلة جميلة، وكأن الله أنزل عليها بعض رحماته، كانت تشعر بعالم جديد، وكأنها خلقت من جديد. كانت هذه اللحظات قبل صلاة الفجر؛ فصلت ركعتين وسط الأخوات المسلمات، صلت الفجر وكان أول شيء فعلته بعد ذلك أن ارتدت الحجاب، ومن وقتها لم تخلعه منذ أن ارتدته. بل هي اليوم ترتدي النقاب والحمد على نعمة الهداية وكفى بها من نعمة.
v وماذا عن موقفك منها بعد ارتدائها الحجاب واعتزالها التمثيل؟
فرحت غاية الفرح؛ فمن منّا لا يحب أن تكون زوجته صاحبة حجاب وعفة وطهارة؟ بل أصارحكم القول أنه قبل ارتداء زوجتي "شمس" الحجاب كنّا كثيري المشاكل والخلافات حول استمرارها في التمثيل، وكنت أتمنى أن تتفرغ للأولاد والبيت. وحينما قالت لي إنها ستعتزل امتلكتني السعادة، وشجعتها على ذلك. وبعد التوبة والحجاب لم تشهد سعادتنا الزوجية أي خلاف أسري يذكر، وهذا من فضل الله ومن آثار التوبة النصوح.
الحرب على الحجاب
v ما هي حقيقة الحرب التي تعرضت لها السيدة "شمس" بعد حجابها؟
بعد حجاب "شمس" عرضت جميع دور السينما ما تبرأت هي منه
للأسف قد تعرضت "شمس" لحملات مغرضة؛ فبعد أن هداها الله بدأت الحملات ضدها، فالأفلام التي تبرأت منها واعتبرتها ذنباً بدؤوا يعرضونها بكثرة ملحوظة، لدرجة أنه بعد حجاب "شمس" واعتزالها الفن بأشهر كانت جميع دور السينما تعرض الأفلام التي تبرأت منها، ولكنها فوضت أمرها لله. ولقد نشرنا إعلان البراءة في جميع الصحف عسى أن يغفر الله لي ولها.
v وماذا عن التحديات التي واجهتها السيدة شمس البارودي؟
لقد حاول عشرات المنتجين أن يعيدوها للتمثيل، وأعطوها شيكات على بياض، كما عُرِضَت عليها أرقام خيالية لم تحلم بها من قبل، واتهمها البعض بأن "أصحاب الذقون" ضحكوا عليها، لكنها كانت تردد دائما أنها لن تعود للفن وللشيطان الذي سرق منها كل شيء؛ فلقد ذاقت حلاوة الإيمان والقرب من الله.
لا نحتاج لثمن!!
v هناك اتهام بأن بعض الأثرياء العرب وراء اعتزال الفنانات، ما تعليقك؟
لن أقول سوى شيء واحد وهو أن الهداية تأتي من الله سبحانه وتعالى، يقول المولى: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}. وبصراحة لو وضعوا المال في كفة ميزان، وحلاوة الإيمان في الكفة الأخرى لرجح الإيمان. وأتساءل: هل الإنسان في حاجة إلى حفنة من الدولارات ليقترب من الله عز وجل؟ فإن ذلك لا يعادل شيئاً في الدنيا. وتوبة "شمس البارودي" خالصة لله رب العالمين لا تحتاج إلى ثمن.
v بصراحة هل تغيرت نظرتك لزوجتك بعد اعتزالها؟
قد قلت إن اعتزال "شمس" كان رغبة لي منذ القدم، وأن تتفرغ لبيتها ولأولادها. ولا سيما أنها تخصصت في لون معين في الفن أنا لا أعتبره فنا على الإطلاق. وقد كان هذا مثار خلاف دائم بيني وبينها، وهذا الخلاف أدى إلى انفصالنا أكثر من مرة!! أما الآن فقد تغيرت طباعها وأصبحت تكره الأضواء بعد أن كانت تعشقها، والكتب والمجلات الدينية أصبحت تنتشر في أرجاء المنزل.
v ولكن لماذا قرر حسن يوسف الاعتزال فترة؟!
أنا لم أعتزل ولكنني كنت أسعى لعمل كشف حساب مع النفس وإعادة تقييم لما يحدث من حولي، وقررت الابتعاد عن ساحة التمثيل والفن فترة ولم أندم على ذلك. وبصراحة عندما أشاهد أفلامي تصيبني حالة من الدهشة كيف استطعت تقديم هذه الأفلام؟! الواقع أن الإنسان في كثير من الأحيان يكون في غفلة لكن الحمد لله على ما رزقنا من فهم وهداية.
v وما رأيك في صورة المرأة كما تقدمها الأعمال التلفزيونية والسينمائية؟
للأسف المرأة تحولت لسلعة مبتذلة يتشدق بها المنتجون للبحث عن الربح السريع. وإذا حاولنا تحليل الأفلام نجد أن ما يقرب من 95% تقدم المرأة اللعوب أو الراقصة، كما تسعى للكشف عن مفاتن جسدها من أجل شباك التذاكر. هذا بالإضافة إلى استغلال المرأة أيضا في الإعلانات والترويج عن سلعة معينة؛ فهي مجرد "سلعة" تتحرك! ولا يدرك البعض خطورة ما نفعله بأيدينا في أنفسنا فنحن نتاجر ببناتنا دون أن ندري!!
مواجهة التغريب
v ولكن كيف يمكن أن نحارب دعوات التغريب التي تبث من خلال وسائل الإعلام والتي تعمل على تشكيل عقول أبنائنا ؟!
الله تعالي يقول: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا} نحن نعلم أن هناك محاولات دائبة ومؤامرات واسعة لفتح باب الإغراء والخداع للفتيات والشباب، فنحن نستطيع من خلال الكوادر المبدعة صنع قناة فضائية إسلامية هادفة تساهم بصورة أو بأخرى في كشف النقاب عن أنياب الغرب وما يسعون لتدميره؛ وذلك بتوعية الشباب من خلال هذه القنوات التي تسعى لتفتيح الأذهان والدفاع عن الشباب والعادات والتقاليد التي ابتعدنا عنها كثيرا.
v في فترة من حياتك كان لك ارتباطك القوي بالشيخ الشعراوي، هل حدثنا عن ذلك؟
فضيلة الشيخ الشعراوي عالم فاضل وشيخ جليل وهو صاحب علم وإخلاص - رحمه الله - ولا يخشى في الله لومة لائم، وهو له رأي واضح بحرمة الغناء والفن عموما؛ ولذلك لجأنا إليه أنا وزوجتي "شمس البارودي" فكان قوله لها: (الاعتزال والانسحاب من الحياة والتفرغ للعبادة) وذلك قد قضى على كل تردد أو وساوس شيطانية كانت بداخلنا؛ فقررت "شمس" أن تترك عالم الفن، وتكررت اللقاءات بيننا، وأكد لنا الشيخ الجليل - رحمه الله - أن التوبة سوف تفتح لنا أبواب الفضل من السماء بإذن الله.
نشكر للأستاذ "حسن يوسف" هذه الحقائق التي أزالت الستار عن كثير من المعلومات المهمة، ونشكر له رحابة صدره وتعاونه