قصة الملاك الصغير

كنت اقرأ الجريدى وذهنى شارد مع صغيرتى فلاحظ راشد شرودى ..
ظن بأنه سبب حزنى .. فحاول اقناعى بأ، أجلب له ممرضة .. كى تخفف على هذا العبء ..
يا ألهى لم أرد أن بفكر هكذا .. فحضنت رأسه وقبلت جبينه الذى طالما تعب وعرق من أجلى أنا و ابنته ريم
واليوم يحسبنى يأحزن من أجل ذلك .. وأوضحت له سبب حزنى و شرودى
ذهبت ريم الى المدرسة وعندما عادت كان الطبيب فى البيت فهرعت لترى والده المقعد وجلست بقربه تواسيه بمداعباتها وهمساتها الحنونه
اوضح لى الطبيب سوء حالة راشد
وانصرف تناسيت أن ريم مازالت طفلة و دون رحمة صارحتها أن الطبيب اكد لى أن قب والدها الكبير الذى يحمل كل هذا الحب بدأ يضعف كثيرا وأنه لن يعيش لأكثر من ثلاثة أسابيع انهارت ريم وظلت تبكى وتردد :
لماذا يحصل كل هذا لبابا ؟ لماذا ؟
ادعى له بالشفاء يا ريم يجب أن تتحلى بالشجاعة ولا تنسى رحمة الله القادر على كل شئ ..فأنت ابنته الكبيرة
أنصتت ريم الى أمها ونست حزنها و داست على ألمهل وتشجعت وقالت : لن يموت أبى
فى كل صباح تقبل ريم خد والدها الدافئ ولكنها اليوم عندما قبلته نظرت اليه بحنان وتوسل وقالت :
ليتك توصلنى يوما مثل صديقاتى غمرة الحزن الشديد راشد فحاول اخفاءة وقال :
أن شاء الله سيأتى يوم وأوصلك فيه ريم .. وهو واثق من اعاقته لن تكمل فرحة ابنته الصغيرة
أوصلت ريم الى المدرسة وعندما عدت الى البيت غمرنى فضول لأرى الرسائل التى تكتبها الى الله بحثت فى مكتبها ولم اجد شئ .. وبعد بحث طويل .. لا جدوى .. ترى اين هى ؟!! ترى تمزقها بعد كتابتها ؟ ربما يكون هنا .. لطالما أحبت ريم هذا الصندوق طلبته منى مرارا فأفرغت ما فيه وأعطيتها الصندوق ..
يا الهى انه يحتوى رسائل كثيرة وكلها الى الله !
يارب ... يارب ... يموت كلب جارنا سعيد للأنه يخيفنى !!
يارب قطتنا تلد قططا كثيرة .. لتعوضها عن قططها التى ماتت !!!
يارب ينجح احمد خالتى لانى أحبه !!
يارب ... تكبر أزهارى بسرعة لأقطف كل يوم زهرة وأعطيها لمعلمتى!!
يا الهى كل الرسائل مستجابه
لقد مات كلب جارنا منذ أكثر من أسبوع ... وفطتنا أصبح لديها صغار ونجح احمد بتفوق وكبرت الازهار
يا الهى لماذا لم تقم بالدعاء ليشفى والدها ويرتاح من عاهته ؟!
... شردت كثيلاا ليتها تدعوا له .. ولم يقطع هذا الشرود الا رنين الهاتف المزعج ردت الخادمة ونادتنى :
سيدتى المدرسة المدرسة خير ما بها ريم ؟؟ هل فعلت شيئا ؟ أخبرتنى أن ريم وقعت من الدور الرابع وهى فى طريقها الى منزل معلمتها الغائبة لتعطيها الزهرة وهى تطل من الشرفة وقعت ريم ...
كانت الصمة قوية جدا لم اتحملها أنا ولا راشد ..ومن شدة صدمته أصابه شلل بلسانه فمن يومها لا يستطيع الكلام
لماذا ماتت ريم ؟ لا استطيع استيعاب فكرة وفاة ابنتى الحبيبة ...
كنت أخدع نفسى كل يوم بالذهاب الى مدرستها كأنى أوصلها كنت أفعل كل شئ صغيرتى تحبه كل زاويهة فى البيت تذكرنى بها أتذكر رنين ضحكاتها التى تملأ علينا البيت بالحياة ..
ومرت سنوات على وفاتها و كأنه يوم فى الصباح يوم الجمعة اتت الخادمة وهى فزعة وتقول انها سمعت صوتا صادرا من غرفة ريم ... يا الهى هل يعقل ريم عادت هذا جنون ...
أنا اتخيل ... لم تطأ قدم هذه الغرفة منذ أن ماتت ريم .. أصر راشد على أن أذهب و أرى ماذا هناك ....
وضعت المفتاح فى الباب و انقبض قلبى ...
فتحت الباب فلم أتمالك نفسى جلست أبكى و أبكى .. رميت نفسى على سريرها أنه يهتز .. اه تذكرت قالت لى ريم مرارا انه يهتز ويصدر صوتا عندما تتحرك و نسيت أن أجلب النجار كى يصلحه لها ... ولكن لا فائدة الان
لكن ما الذى اصدر الصوت ... تعم انه صوت وقوع اللوحة التى زينت باية الكرسى التى كانت تحرص ريم على قراءتها كل يوم حتى حفظتها يا الهى انها احى الرسائل ....
يا ترى ماذا مكتوب فى هذه الرسالة بالذات ؟ ولماذا وضعتها ريم خلف الاية الكريمة ؟
انها أحدى الرسائل التى كانت تكتبها ريم الى الله
كان مكتوب يارب .... يارب أموت أنا ويعيش بابا