النساء لا يحببن المسلسلات الدرامية وحسب، بل يتقنها ويعشنها في الكثير اللحظات الحياتية اليومية. ولا أقول هذا لأنتقد النساء، ولكن لأن هذا يثير موضوعا كبيرا جدا فيما يتعلق بموضع الاختلاف بين طريقة استجابة الرجال والنساء للمواقف الحياتية أيضا.
على سبيل المثال، تقوم الفتاة بإرسال بريد إلكتروني أو رسالة نصية إلى رجل ما تواعده - أَو قد يكون زميلها- وتطرح عليه سؤالا قد يعكس ضعفها أو حاجتها له. بالنسبة لها قد تتوقف حياتها على هذا السؤال. ولكن من جهته، فأن الرجل قد لا يراه هاما جدا وقد لا يرد مباشرةً أو بنفس السرعة التي قد تتخيلها الفتاة.
في هذه الحالة، وعندما لا يرد الرجل على رسالتها الإلكترونية مباشرةً تبدأ الفتاة بالتفكير والتخيل والتوجس. وستقول لنفسها مثلا، "لماذا لم يرد بعد؟ أنا لا أَفهم لماذا لم يرد." وتتوقف حياتها تماما عند هذه اللحظة، وقد تطلب نصائح صديقاتها وتخبرهن بالقصة وبأنها لا تعرف ما تفعل، وكأن الأمر أصبح كارثة تستدعي التوقف وإيجاد حل سريع، ثمّ بحركة مفاجئة تقوم بإرسال رسالة إلكترونية أخرى للرجل تقول فيها: "أنا لا أَفهم لِماذا لَم ترد على رسالتي السابقة" أَو" لماذا لم ترد على رسالتي، هل هناك شيئا ما، هل قلت شيئا أغضبك؟ " وقد تعتذر أيضا عن شيء لم تفعله أو تحسب أنها فعلته وسط تضامن الصديقات.
وبينما تمر الفتاة بكلّ هذه المراحل الدرامية من التفكير والتحليلِ وإعادة إرسال الرسائل لمتابعة الرد، يكون السبب الوحيد أحيانا لعدم رد الرجل المباشر هو انشغاله في إنجاز بعض الأعمال. فهو لم يتعمد عدم الرد، ولكنه لم يحظى بوقت كاف للرد.
كامرأة، أنت عاطفية جداً وتتفاعلين بطريقة عاطفية جداً اتجاه الأشياء من حولك مما يجعلك ضعيفة وهشة وغير متوازنة. بينما ما يجب أن تستوعبيه هو أن هناك مواقف في الحياة لا تستدعي كل هذه الدرامية في التعامل، إذا لم يرد الرجل على رسائلك في نفس اليوم، فهذا لا يعني بأنه غير مهتم، أو بأنه يقصد الإساءة أو بأن الدنيا قد انتهت. بل يعني بأن هناك سبب ما لتأخره في الرد.
وأنا أعطي نفس النصيحة للرجال، عندما أعطيها للنساء. توقفوا عن تخيل المشاكل والمصاعب وامنحوا الطرف الأخر الوقت والفرصة ليرد عليكم. لا تستعجلوا في طرح المشاكل بل خذوا الأمور ببساطة وبتأني.
الحياة تعني الصبر والتمهل ، ولا تعاني التحليل والتخيل واستباق الإحداث.
لذا في المرة القادمة التي تقومين فيها بإرسال بريد إلكتروني له، ولا يرد ضمن فترة الوقتَ التي تعتقدي بأنها كافية لذلك، فيجب أن تتحلي ببعض الصبرِ ولا تقفزي فورا للتعقيدات وتردي بطريقة عاطفية. استرخي وامنحيه الوقت والفرصة ليرد عليك.