golden_tiger [ إدارهـــ ]
الجنس : عدد الرسائل : 8141 العمر : 43 البلد : egypt تاريخ التسجيل : 04/09/2007
| موضوع: تفسير سورة النازعات (2) الأحد يناير 25, 2009 3:34 pm | |
| هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى
يخبر تعالى رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم عن عبده ورسوله موسى عليه السلام أنه ابتعثه إلى فرعون وأيده الله بالمعجزات ومع هذا استمر على كفره وطغيانه حتى أخذه الله أخذ عزيز مقتدر وكذلك عاقبة من خالفك وكذب بما جئت به ولهذا قال في آخر القصة " إن في ذلك لعبرة لمن يخشى " فقوله تعالى" هل أتاك حديث موسى " أي هل سمعت بخبره .
إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى
" إذ ناداه ربه " أي كلمه نداء " بالواد المقدس " أي المطهر" طوى " وهو اسم الوادي على الصحيح كما تقدم في سورة طه .
اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى
أي تجرد وتمرد وعتا .
فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى
أي قل له هل لك أن تجيب إلى طريقة ومسلك تزكى به وتسلم وتطيع .
وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى
وأهديك إلى ربك أي أدلك إلى عبادة ربك فتخشى أي فيصير قلبك خاضعا له مطيعا خاشعا بعدما كان قاسيا خبيثا بعيدا من الخير .
فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى
يعني فأظهر له موسى مع هذه الدعوة الحق حجة قوية ودليلا واضحا على صدق ما جاءه به من عند الله .
فَكَذَّبَ وَعَصَى
أي فكذب بالحق وخالف ما أمره به من الطاعة وحاصله أنه كفر قلبه فلم ينفعل لموسى بباطنه ولا بظاهره وعلمه بأن ما جاء به حق لا يلزم منه أنه مؤمن به لأن المعرفة علم القلب والإيمان عمله وهو الانقياد للحق والخضوع له .
ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى
أي في مقابلة الحق بالباطل وهو جمعه السحرة ليقابلوا ما جاء به موسى من المعجزات الباهرات .
فَحَشَرَ فَنَادَى
أي في قومه .
فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى
قال ابن عباس ومجاهد وهذه الكلمة قالها فرعون بعد قوله ما علمت لكم من إله غيري بأربعين سنة .
فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى
أي انتقم الله منه انتقاما جعله به عبرة ونكالا لأمثاله من المتمردين في الدنيا " ويوم القيامة بئس الرفد المرفود " كما قال تعالى " وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون " وهذا هو الصحيح في معنى الآية أن المراد بقوله " نكال الآخرة والأولى " أي الدنيا والآخرة وقيل المراد بذلك كلمتيه الأولى والثانية وقيل كفره وعصيانه والصحيح الذي لا شك فيه الأول .
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى
أي لمن يتعظ وينزجر .
أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا
يقول تعالى محتجا على منكري البعث في إعادة الخلق بعد بدئه" أأنتم " أيها الناس " أشد خلقا أم السماء " يعني بل السماء أشد خلقا منكم كما قال تعالى " لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس " وقال تعالى" أوليس الذي خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم " وقوله تعالى " بناها " فسره بقوله " رفع سمكها فسواها" .
رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا
أي جعلها عالية البناء بعيدة الفناء مستوية الأرجاء مكللة بالكواكب في الليلة الظلماء .
وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا
أي جعل ليلها مظلما أسود حالكا ونهارها مضيئا مشرقا نيرا واضحا قال ابن عباس " أغطش ليلها " أظلمه وكذا قال مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وجماعة كثيرون " وأخرج ضحاها " أي أنار نهارها .
وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا
قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي حدثنا عبيد الله يعني ابن عمر عن زيد بن أبي أنيسة عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس " دحاها " ودحيها أن أخرج منها الماء والمرعى وشقق فيها الأنهار وجعل فيها الجبال والرمال والسبل والآكام فذلك قوله " والأرض بعد ذلك دحاها " وقد تقدم في سورة حم السجدة أن الأرض خلقت قبل خلق السماء ولكن إنما دحيت بعد خلق السماء بمعنى أنه أخرج ما كان فيها بالقوة إلى الفعل وهذا معنى قول ابن عباس وغير واحد واختاره ابن جرير .
أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا
قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي حدثنا عبيد الله يعني ابن عمر عن زيد بن أبي أنيسة عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس" دحاها " ودحيها أن أخرج منها الماء والمرعى وشقق فيها الأنهار وجعل فيها الجبال والرمال والسبل والآكام فذلك قوله " والأرض بعد ذلك دحاها" وقد تقدم تقرير ذلك هنالك .
وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا
أي قررها وأثبتها وأكدها في أماكنها وهو الحكيم العليم الرءوف بخلقه الرحيم وقال الإمام أحمد حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا العوام بن حوشب عن سليمان بن أبي سليمان عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لما خلق الله الأرض جعلت تميد فخلق الجبال فألقاها عليها فاستقرت فتعجبت الملائكة من خلق الجبال فقالت يا رب فهل من خلقك شيء أشد من الجبال ؟ قال نعم : الحديد قالت يا رب فهل من خلقك شيء أشد من الحديد ؟ قال نعم : النار قالت : يا رب فهل من خلقك أشد من النار ؟ قال نعم ; الماء قال يا رب فهل من خلقك شيء أشد من الماء ؟ قال نعم : الريح قالت يا رب فهل من خلقك شيء أشد من الريح ؟ قال نعم : ابن آدم يتصدق بيمينه يخفيها عن شماله " وقال أبو جعفر بن جرير حدثنا ابن حميد حدثنا جرير عن عطاء عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي قال : لما خلق الله الأرض قمصت وقالت تخلق علي آدم وذريته يلقون علي نتنهم ويعلون علي بالخطايا ؟ فأرساها الله بالجبال فمنها ما ترون ومنها ما لا ترون وكان أول قرار الأرض كلحم الجزور إذا نحر يختلج لحمه . غريب جدا .
مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ
أي دحا الأرض فأنبع عيونها وأظهر مكنونها وأجرى أنهارها وأنبت زروعها وأشجارها وثمارها وثبت جبالها لتستقر بأهلها ويقر قرارها كل ذلك متاعا لخلقه ولما يحتاجون إليه من الأنعام التي يأكلونها ويركبونها مدة احتياجهم إليها في هذه الدار إلى أن ينتهي الأمد وينقضي الأجل . | |
|
سما الاحلام [ مشرفة قسم الألعاب والترفيه ]
الجنس : عدد الرسائل : 2008 العمر : 30 تاريخ التسجيل : 22/07/2008
| موضوع: رد: تفسير سورة النازعات (2) الخميس يوليو 23, 2009 1:09 pm | |
| بارك االله فيك وشكراعلي المجهود | |
|
golden_tiger [ إدارهـــ ]
الجنس : عدد الرسائل : 8141 العمر : 43 البلد : egypt تاريخ التسجيل : 04/09/2007
| موضوع: رد: تفسير سورة النازعات (2) الأحد سبتمبر 06, 2009 3:30 pm | |
| | |
|