أحب الرومانسية ، وأدوارها الهادئة ، لكن لا أحب القول إني لم أقدم غيرها لأني لا أستطيع" هذه هى خريطة أعمال مي عز الدين في كلمات ، والتي بدأت كجملتها .. فتاة رومانسية في "رحلة حب" ، حالمة في "أين قلبي" ، قبل تغير المسار خطوة بخطوة ، ليضم ألبوم صورها مع فيلمها الثامن شخصية الفتاة الشعبية ، والضائعة ، والمسترجلة ، وفتاة المدبح و .. الراقصة.
فمع البداية الأولى لمي في "رحلة حب" بدأت المقارنات بينها وبين زبيدة ثروت ، واللتان يجتمع فيهما الانتماء إلى الإسكندرية والدخول إلى الفن من بوابة الجمال البريء ، إلا أن الصدفة التي اتيحت لزبيدة فتاة غلاف مجلة "الجيل" في نهاية الخمسينيات ، لتقدم أول أفلامها أمام عبد الحليم حافظ في "يوم من عمري" لم تنتظرها مي ، والتي جاءت إلى القاهرة ، وفي رأسها العنيد قرار الوقوف أمام الكاميرا ، والذي بدأت تنفيذه مع "ورشة محمد عبد الهادي" لإعداد الممثل ، وحققته للمرة الأولى بدور بطولة أمام واحد من نجوم الغناء العربي محمد فؤاد.
في فيلمها الأول لم تقدم ماهيتاب أكثر من وجه جميل ، وأداء يناسب دورها البسيط في عالم السينما الذكورية ، إلا أن هذا الدور كان كافياً لمشاركتها في مسلسل مع نخبة من نجوم الدراما التليفزيونية مثل يسرا وعبلة كامل وتوفيق عبد الحميد والمخرج مجدي أبو عميرة ، إلا أن ملامح الفتاة التي لم تصل إلى عامها العشرين حينها ، كانت تكتسب نوع من الخبرة ، "حاولي ألا تمثلي من الخارج ، لا تجعلي صوتك حاداً .. إشعري بالشخصية" ، مثل هذه النصائح التي وجهتها يسرا لمي في كواليس المسلسل هو ما جعلها تشعر بأكثر من إلقاء كلمات الشخصية.
ومع أول سنوات النجومية في 2002 ، بدأت الصحف تنشر صور "زبيدة الجديدة" ، والتي كان القاسم المشترك فيها نظرة سارحة بعين مي ، خاصة وهي تصور مشاهد فيلمها الجديد "كلم ماما" ، "من يراني في موقع التصوير قد يشعر بأني منزعجة من وجوده ، أو أني مكتئبة ، بسبب نظرة الحزن في عيني" هكذا تصف نفسها مي ، قبل تفسيرها بأنها "تركيز شديد في الشخصية والمشهد قد يصل معي إلى حد البكاء".
وكان تركيز الممثلة الشابة بذلك الوقت في المشهد الثاني من حياتها الفنية ، مشهد تخرج به من حيز المقارنة بوجه جميل آخر ، إلى المقارنة بزميلات جيلها ، وهو ما جعلها تقبل التنازل عن البطولة المطلقة لتقدم فيلم "كلم ماما" مع منة شلبي ومها أحمد ودنيا بقيادة عبلة كامل ، لتحقق هدفين في ذات الوقت ، بالخروج من عباءة الفتاة الأرستقراطية البريئة ، وتقديم فيلم نسائي ، وهو الفيلم الذي أدخل اسم "السبكي" في حياتها.
لم تحقق ماهيتاب بخطوتها في السينما نجاح خطوتها الأولى ، لكن التليفزيون "بيتها الثاني" عوضها هذا النجاح مع مسلسل "الحقيقة والسراب" ، والذي قدمت فيه شخصية بها تطورات ، أتاحتها لها الدراما التليفزيونية والتي تميل إليها أكثربقولها : "المشهد التليفزيوني يصور كاملاً ، لذا أحس به وأتفاعل معه ، عكس مشهد السينما ، والذي يقطع كثيراً ، والدراما التليفزونية تخدم كل شخصية حتى إن لم تكن بطولة".
وهكذا ظل التليفزيون تعويضاً لمي على إصرارها على رفض أدوار الفتاة الرومانسية الحالمة ، فقدمت أفلام "فرح" و"كيمو وأنتيمو" ، وحققت النجاح مع شخصية "شهد" في مسلسل "لقاء على الهوا" ومسلسل "محمود المصري" و"يا ورد مين يشتريك" حتى ظن البعض أن مي تحولت إلى وجه رمضاني ، يشاطر نجوم الدراما التليفزيونية كعكة العام الكبرى.
إلا أن السينما ظلت تنادي مي ، والتي كانت تحلم دوماً بأدوار جديدة بها ، ووجدت في "كتة" شيء منها ، لتقبل الوقوف أمام محمد سعد في فيلمه "بوحة" ، وتظهر فتاة شعبية ، مؤدية كوميديا جمعت ملايين الجنيهات ، وعشرات المقالات المهاجمة لأفلام سعد ، إلا أن العنيدة مي رأت في مشاركتها مع سعد "فرصة كبيرة للوقوف أمام
بهذا الحجم ، وسعد ممثل متمكن جداً ، وهذا ما جعلني أوقع عقد مشاركته مسرحيته على الفور" ، والتي لم تبدأ بروفاتها حتى بداية 2007.
إلا أن مي التي قدمت ثلاث مسلسلات في عام 2005 ، قررت قلب الآية ، والتركيز مع جمهور السينما في عام 2006 ، لتصور أربعة أفلام "أيظن" و"خيانة مشروعة" و"عمر وسلمى" و"عجميستا" ، وينتهي العام بعرض فيلمها مع خالد يوسف "خيانة مشروعة" ومع السبكي في "أيظن".
وتصف مي "أيظن" بأنه الحلم الذي ظل يراودها ، وبأنها حققت معه أمنيات كثيرة ، ففي حوارها مع موقع FilFan.com في بداية 2005 كانت أمنيتها تقديم شخصيتين في فيلم واحد ، فقدمت فيه ثلاث شخصيات ، وكانت تتمنى تقديم بطولة نسائية ، وهو ما حققه لها المخرج أكرم فريد ، إلى جانب تقديمها دور فتاة أبعد ما تكون عن الأنوثة ، لتنفي تكرارها لفتاة أحلام علي بطل فيلم "رحلة حب".
إلا أن "زبدة" الراقصة التي ظهرت بها مي في "أيظن" ظلت تثير عبارات متكررة مع ظهورها في أغنية الفيلم التي قدمها عماد بعرور "مالهاش في الرقص" ، "صوتها مسرسع" ، "إيه اللي بتعمله ده.. هي دي مي؟" قبل دفاع ربة البيت عن من ترأها كابنتها "بس والله بترقص زي العسل" ، قبل أن يصمت الجميع ليشاهدوا لقطات لثلاث شخصيات مختلفة ، قدمتهم مي في فيلمها مع السبكي.