عرائس الأراجوز !!!

لست أعلم كيف سرحت بذهني إلى سنوات خلت كانت فيه عرائس القفازات وما يعرف بعرائس الأراجوز تثير دهشتنا وتصنع سعادتنا ونحن لا زلنا يافعين؟ وما كنّا لنفهم يومها أن أيدي بشرية كانت تحرك كلّ تلك الدّمى لتروي لنا قصصا وتؤدي أمامنا مشاهدا تثير الغبطة في نفوسنا البريئة.


والأرجح أن ذلك كان وأنا أحاول أن أجد إجابات أقنع بها نفسي قبل غيري عن تساؤلات حيرتني حتى لا أقول آرقتني قادتني إلى مقارنة ومقاربة لتلك العروض بأوضاع الكثير منّا خاصة الفئة الشبانية .



الكثير من أفعالنا ، سلوكاتناوتصرفاتنا تفتقر وتفتقد للقناعة بها بل غالبا ما شابها التناقض مع شخصياتنا جملة وتفصيلا لنتساءل تساؤلا مشروعا : أي قوة هذه تجعلنا نتصرف عكس ما نشتهي لنبدو مجرد دمى؟
أم أنها المصلحة الآنية الظرفية تجعلنا نقبل أن نلعب ذلك الدور على حساب مبادئنا وقناعاتنا؟
قد تكون تلك القوة : النفس البشرية الأمارة بالسوء وقد تكون قوة بشرية نخاف منها وتثير الرهبة في نفوسنا وقد تكون إعلاما يوجهنا كما يحلو له وقد تكون ....وقد تكون ....


عندما ترى شابا مثقفا مثلا يلقي بنفسه في البحر من أجل جنة هو متيقن بأنها وهمية أو يحمل خنجرا وهو يقصد الملعب ألا يراودك الشعور بأن هناك أيدي خفية تحرك ذلك الشاب كما يفعل الممثلون بالعرائس من خلف الستار؟
ألا يلعب الإعلام عندنا مثل هذا الدور؟
وبصفة عامة ألم يعد فرد هذا العصر عبدا لوسائل إبتكرها؟
ألا يجدر بنا التساؤل كما يفعل المحققون عادة :
من المستفيد؟