[img]
[/img]
قبل ثلاثة أعوام أثار فريق برشلونة الإسباني لكرة القدم بشكله الجديد تحت قيادة مدربه الهولندي الشاب فرانك ريكارد وال
البرازيلي رونالدينيو دهشة وإعجاباً كبيرين عبر إسبانيا بعدما نجح في تحويل ما كان يبدو موسماً متواضعاً في البداية إلى موسم مثالي.
فقد كان برشلونة في المركز الثامن في ترتيب دوري الدرجة الأولى الإسباني مع مرور نصف مراحل موسم 2003/2004 ولكنه نجح في إنهائه بالمركز الثاني في ترتيب المسابقة، أما هذا العام فقد أصبح فريق ريال مدريد على شفا تحقيق تحول أكبر من تحول برشلونة حيث تقدم من المركز الخامس في ترتيب الدوري الإسباني في شباط/فبراير الماضي ليصبح المتصدر حالياً مع تبقي أسبوعين فقط على نهاية الموسم.
وعلقت صحيفة "إل بايس" الإسبانية على التحول الملحوظ الذي حققه فريق ريال مدريد هذا الموسم قائلة "نادراً ما حدث في تاريخ كرة القدم الإسبانية أن نجح فريق ما في تطوير مستواه إلى هذا الحد في النصف الثاني من الموسم، إن هذا التحول هو أبرز أحداث هذا الموسم".
في الرابع من شباط/فبراير الماضي خسر ريال مدريد على ملعبه من فريق ليفانتي المتواضع صفر/ 1 وأسوأ ما كان في هذه الهزيمة هو أنها لم تكن مفاجئة مع النظر إلى الطريقة التي كان يلعب بها فريق ريال مدريد، الذي كان يفتقد التوازن تحت قيادة مدربه الإيطالي فابيو كابيلو.
فالمهاجم البرازيلي رونالدو كان قد اضطر للانتقال إلى ميلان الايطالي، مما أثار استياء جماهير ريال مدريد.
أما لاعب خط الوسط الشهير ديفيد بيكهام فقد نفاه كابيلو إلى المدرجات بعدما أعلن ال
الإنكليزي عن صفقة انتقاله لنادي لوس أنجلوس غالاكسي الأمريكي في الصيف.
وكانت الخلافات على أشدها بين كابيلو ومعظم لاعبي ريال مدريد، وكانت المشادات بين اللاعبين مثل مشادة ميشيل سالغادو مع غوتي تتكرر شبه يومياً على ملعب تدريبات الفريق.
وكان ريال مدريد قد ضم ثلاثة لاعبين ناشئين من أمريكا الجنوبية وهم مارسيلو وفيرناندو غاغو وغونزالو هيغوين في كانون الثاني/يناير ولكن كابيلو لم يبد مهتماً كثيراً بهم.
وكان من المنتظر أن يقدم رامون كالديرون رئيس ريال مدريد الذي لم يخل من المشاكل نفسه بسبب الشكوك التي تحوم حول شرعية العملية الانتخابية التي قادته لمنصب رئاسة النادي على إقالة كابيلو بعد هزيمة ليفانتي.
ولا شك في أن هذا ما كان يريده كالديرون أن يفعله ولكنه أدرك أن النادي لا يمكنه تحمل نفقات الشروط الجزائية لكابيلو وجميع مساعديه.
وبذلك بقي كابيلو في منصبه معلقا بشعرة، ثم أقنعه عدد من لاعبي ريال مدريد الكبار بأن يعفو عن بيكهام وأن يعتبر أن ما بينه وبين اللاعب من خلافات أصبح ماضياً.
وبالفعل فاز ريال مدريد في مباراته التالية التي لعبها في ضيافة ريال سوسيداد وكان بيكهام هو صاحب الهدف الأول لريال مدريد في المباراة التي بدأ اللاعب يستعيد تألقه السابق من خلالها متزامناً مع تألق ريال مدريد.
وكان العنصر الفعال الآخر في انتفاضة ريال مدريد هي اللمسة القاتلة للمهاجم الهولندي رود فان نيستلروي الذي يعتلي حالياً قمة ترتيب قائمة هدافي الدوري الإسباني لهذا الموسم برصيد 23 هدفا.
كما يبدو أن كابيلو قد نجح أخيراً في بث روح المثابرة في لاعبي فريقه وهي ما ساعدهم على تحويل تخلفهم في مباريات عديدة إلى فوز.
ومن أهم العوامل التي ساعدت ريال مدريد كثيراً هذا الموسم أيضا هو المستوى الهزيل الذي ظهرت به معظم الأندية الإسبانية الكبيرة الأخرى.
فقد فشل فالنسيا في التعامل مع مشاكل الإصابة المتفاقمة بين صفوفه، وتعرض اشبيلية لنزيف نقاط في الدوري الإسباني بسبب تركيزه على الحفاظ على لقبه ببطولة كأس الاتحاد الأوروبي.
أما برشلونة الذي بدا عليه وكأنه بصدد إحراز لقبه الثالث على التوالي في الدوري الإسباني فقد أثبت أسبوعاً بعد آخر أنه ربما لن يصمد حتى النهاية مع تعدد مشاكل الإصابة في خط هجومه وزيادة المشاكل في غرف تغير الملابس.
وبعد فوز ريال مدريد على ديبورتيفو لا كورونا 3/1 وفوز برشلونة على خيتافي 1/ صفر يوم السبت يبقى الحال على ما هو عليه في الدوري الإسباني حيث رفع كلا الفريقين رصيديهما إلى 72 نقطة ولكن ريال مدريد بقي منفرداً بالصدارة بفضل العمل بنظام النتائج المباشرة الذي يحتكم لنتيجتي مباراتي فريقين ما لحسم مراكزهما في ترتيب الدوري في حالة تساويهما في النقاط.
مما يعني أن ريال مدريد الذي جمع 27 نقطة في مبارياته العشر الأخيرة قد يتوج بطلاً لإسبانيا للمرة ال30 في تاريخه إذا فاز في مباراتيه الأخيرتين في الموسم أمام ريال سرقسطة وريال مايوركا.
وعلى عكس جميع التوقعات سيكون كابيلو قد نجح في قيادة ريال مدريد لإحراز لقبه الأول في أربعة أعوام