تشهد الساحة الفنية في مصر حاليا حالة من الرواج في مواسم الصيف الغنائي حيث تجتذب شواطئ المدن الساحلية العديد من الحفلات التي يقبل عليها المصطافون من المصريين والعرب الذين ينشدون الراحة والتخلص من الأجواء الساخنة بعيدا عن صخب القاهرة وضجيجها وكثير من شوارعها المكتظة بالسيارات، وفنادقها المكدسة بالسياح الذين يلهثون من أجل نسمة شاردة عبر الشرفات المطلة علي النيل.
حفلات الشواطئ عادة يحيها كوكبة معينة من شباب المطربين الذين عرفت بهم مثل ( تامر حسني – رامي صبري – لؤي – بشرى – محمود العسيلي ) ومن قبل كل هؤلاء محمد حماقي الذي أحيى حفلا غنائيا مبهرا ليلة أمس الأول على شاطيء بلاج ( مارينا 5 ) بالأسكندرية في بداية قوية لموسم غنائي شاطيئ له، فقد حضره أكثر من 7 آلاف شاب وفتاة لاتزيد أعمارهم عن 25 سنة يرتدون ملابس البحر، بينما بدا مطربهم المحبوب بقميص فوشية بدون أكمام وبنطلون جينز خفيف .
ولم تخل ليلة حماقي من المفارقات والمواقف الطريفة والمفاجآت، فقد بدأت بتأخر خروجه على المسرح قرابة الساعتين فقد كان مقررا له صعود الخشبة في السابعة مساء لكن لظروف هندسية خارجة عن إرادته صعد قبل التاسعة بدقائق قليلة، مما آثار حفيظة الجمهور الذي ظل يهتف قائلا ( حماقي .. حماقي )، ( يلا ياحماقي )، لكن حرارة الطلة الأولى أذابت جليد الانتظار الطويل بسرعة غير متوقعة عندما زادت صيحات البنات مع ظهوره علي المسرح .
غني حماقي ( طمنوني عينيك ) والتي كتبها أمير طعيمة ولحنها ( رامي جمال ) الذي تصادف وجوده بين الجمهورومعه ( توما ) موزع معظم أغنيات ألبومه (خلص الكلام )، وكانت المفاجأة الأقوي حضور منتج الألبوم ( نصيف قزمان ) وزوجته .وتفاعل الجمهور مع الأغنية وبدأت تعلو الهتافات أكثر وأكثر مع تحقيق متعة أكبر على إيقاع النسمات الباردة التي تناثرت معها الأضواء في مشهد كرنفالي رائع غطى سماء مارينا بألوان مميزة.
تألق حماقي على مدى ساعتين من الغناء عبر مجموعة مميزة من ألبومه الأخير منها ( عارفة أحلى حاجة فيكي ) والتي حولت المسرح المفتوح إلى حلبة حامية للمنافسة على الرقص، وطلب الجمهور إعادة نفس الأغنية عدة مرات طلبا للمتعة، ومن بعدها غنى ( واحدة واحدة ) التي صاحبت فيلم ( جعلتني مجرما ) للفنان أحمد حلمي وغادة عادل لكن الجمهور اكتفى بالتمايل معها يمينا ويساربرأسه ورقبته، ثم توالت الأغاني التي طلبها الجمهور على النحو التالي ( ليه ياحبيبي – بقت عادة – خلص الكلام – حالا دلوقتي – كنت تتكلم – ياريت ) و اختار الحمهورمن حماقي أن يختتم حفله بأغنية ( رسالة )، واستجاب لهم، بعدها وجه رسالة قصيرة شكر فيها منتجه نصيف قزمان والملحن رامي جمال والموزع توما، لكن قزمان التقط الميكرفون وفجر مفاجأة أذهلت الجمهور وأربكت حماقي عندما قال :
أرسل لي أحد الملحنين الشباب – رفض الكشف عن اسمه – رسالة بعد طرح ألبوم عمرو دياب الأخير(الليلادي ) بأيام، وقال لي مبروك للمرة الثانية على ألبوم حماقي، وهذه إشارة واضحة ( يضيف قزمان ) علي تفوق حماقي ووصول أغنياته الشبابية المميزة إلي قلب الجمهور بصورة أكبر من أغنيات عمرو دياب، وهذا يؤكد نضجه الفني وسيره على الطريق الصحيح، عندئذ صفق الجمهور تصفيقا حادا وتعالت الصيحات (حماقي .. حماقي ) وهو ماشجع المطرب محمد حماقي - الذي بدت عليه ملامح الخجل - على أن يرد بأغنية ( بتضحك ) من ألبومه الأول، وبمجرد أن عزفت الفرقة المصاحبة له المقدمة الموسيقية للأغنية بدأ جمهور الشباب في التفاعل معها وظلوا يرددون كلماتها كلمة .. كلمة حتى النهاية، وعلى أثر حماسة الجمهور ذهبت حمرة الخجل التي اعتلت وجهه وبعد أن تصببا عرقا التقط حماقي أنفاسه بتجاوب الجمهورالشديد معه وقبل أن يغادر المسرح شكر طبيب القلب الذي عالج والده وكان ضمن الحضور يصفق معهم مستمتعا بليلة غنائية شاطئية ساحرة محفوفة بنسائم هواء مارينا وتحت سائها الصافية .
منقول