golden_tiger [ إدارهـــ ]
الجنس : عدد الرسائل : 8141 العمر : 43 البلد : egypt تاريخ التسجيل : 04/09/2007
| موضوع: الجزء الثانى من تفسير سوره الانسان الإثنين مارس 09, 2009 8:35 am | |
| فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا
وهذا من باب التجانس البليغ " فوقاهم الله شر ذلك اليوم " أي آمنهم بما خافوا منه " ولقاهم نضرة " أي في وجوههم " وسرورا " أي في قلوبهم . قاله الحسن البصري وقتادة وأبو العالية والربيع بن أنس وهذه كقوله تعالى " وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة " وذلك أن القلب إذا سر استنار الوجه قال كعب بن مالك في حديثه الطويل وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سر استنار وجهه حتى كأنه فلقة قمر وقالت عائشة رضي الله عنها دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم مسرورا تبرق أسارير وجهه الحديث .
وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا
أي بسبب صبرهم أعطاهم ونولهم وبوأهم جنة وحريرا أي منزلا رحبا وعيشا رغدا ولباسا حسنا وروى الحافظ ابن عساكر في ترجمة هشام بن سليمان الداراني قال قرئ على أبي سليمان الداراني سورة " هل أتى على الإنسان" فلما بلغ القارئ إلى قوله تعالى " وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا " قال بما صبروا على ترك الشهوات في الدنيا ثم أنشد يقول : كم قتيل لشهوة وأسير أف من مشتهى خلاف الجميل شهوات الإنسان تورثه الذل وتلقيه في البلاء الطويل .
مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا
يخبر تعالى عن أهل الجنة وما هم فيه من النعيم المقيم وما أسبغ عليهم من الفضل العميم فقال تعالى " متكئين فيها على الأرائك" وقد تقدم الكلام على ذلك في سورة الصافات وذكر الخلاف في الاتكاء هل هو الاضطجاع أو الترفق أو التربع أو التمكن في الجلوس وأن الأرائك هي السرر تحت الحجال وقوله تعالى " لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا " أي ليس عندهم حر مزعج ولا برد مؤلم بل هي مزاج واحد دائم سرمدي لا يبغون عنها حولا .
وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا
ودانية عليهم ظلالها " أي قريبة إليهم أغصانها" وذللت قطوفها تذليلا " أي متى تعاطاه دنا القطف إليه وتدلى من أعلى غصنه كأنه سامع طائع كما قال تعالى في الآية الأخرى " وجنى الجنتين دان" وقال جل وعلا " قطوفها دانية " وقال مجاهد " وذللت قطوفها تذليلا " إن قام ارتفعت معه بقدر وإن قعد تذللت له حتى ينالها وإن اضطجع تذللت له حتى ينالها فذلك قوله تعالى " تذليلا" وقال قتادة لا يرد أيديهم عنها شوك ولا بعد وقال مجاهد أرض الجنة من ورق وترابها المسك وأصول شجرها من ذهب وفضة وأفنانها من اللؤلؤ الرطب والزبرجد والياقوت والورق والثمر بين ذلك فمن أكل منها قائما لم تؤذه ومن أكل منها قاعدا لم تؤذه ومن أكل منها مضطجعا لم تؤذه .
وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ
أي يطوف عليهم الخدم بأواني الطعام وهي من فضة وأكواب الشراب وهي الكيزان التي لا عرى لها ولا خراطيم " قواريرا " منصوب بخبر كان أي كانت قواريرا .
قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا
قواريرا " منصوب إما على البدلية أو تمييز لأنه بينه بقوله جل وعلا " قواريرا من فضة " قال ابن عباس ومجاهد والحسن البصري وغير واحد بياض الفضة في صفاء الزجاج والقوارير لا تكون إلا من زجاج فهذه الأكواب هي من فضة وهي مع هذا شفافة يرى ما في باطنها من ظاهرها وهذا مما لا نظير له في الدنيا قال ابن المبارك عن إسماعيل عن رجل عن ابن عباس : ليس في الجنة شيء إلا قد أعطيتم في الدنيا شبهه إلا قواريرا من فضة . رواه ابن أبي حاتم . وقوله تعالى " قدروها تقديرا " أي على قدر ريهم لا تزيد عنه ولا تنقص بل هي معدة لذلك مقدرة بحسب ري صاحبها هذا معنى قول ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وأبي صالح وقتادة وابن أبزى وعبد الله بن عبيد الله بن عمير وقتادة والشعبي وابن زيد وقاله ابن جرير وغير واحد وهذا أبلغ في الاعتناء والشرف والكرامة وقال العوفي عن ابن عباس " قدروها تقديرا " قدرت للكف وهكذا قال الربيع بن أنس وقال الضحاك على قدر كف الخادم وهذا لا ينافي القول الأول فإنها مقدرة في القدر والري
وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا
أي ويسقون يعني الأبرار أيضا في هذه الأكواب " كأسا " أي خمرا " كان مزاجها زنجبيلا " فتارة يمزج لهم الشراب بالكافور وهو بارد وتارة بالزنجبيل وهو حار ليعتدل الأمر وهؤلاء يمزج لهم من هذا تارة ومن هذا تارة وأما المقربون فإنهم يشربون من كل منهما صرفا كما قاله قتادة وغير واحد .
عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا
وقد تقدم قوله جل وعلا " عينا يشرب بها عباد الله " وقال هاهنا " عينا فيها تسمى سلسبيلا " أي الزنجبيل عين في الجنة تسمى سلسبيلا قال عكرمة : اسم عين في الجنة وقال مجاهد سميت بذلك لسلاسة مسيلها وحدة جريها وقال قتادة عين فيها تسمى سلسبيلا عين سلسة مستقيد ماؤها وحكى ابن جرير عن بعضهم أنها سميت بذلك لسلاستها في الحلق واختار هو أنها تعم ذلك كله وهو كما قال .
وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا
أي يطوف على أهل الجنة للخدمة ولدان من ولدان الجنة " مخلدون " أي على حالة واحدة مخلدون عليها لا يتغيرون عنها لا تزيد أعمارهم عن تلك السن ومن فسرهم بأنهم مخرصون في آذانهم الأقرطة فإنما عبر عن المعنى بذلك لأن الصغير هو الذي يليق له ذلك دون الكبير " إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا " أي إذا رأيتهم في انتشارهم في قضاء حوائج السادة وكثرتهم وصباحة وجوههم وحسن ألوانهم وثيابهم وحليهم حسبتهم لؤلؤا منثورا ولا يكون في التشبيه أحسن من هذا ولا في المنظر أحسن من اللؤلؤ المنثور على المكان الحسن قال قتاده عن أبي أيوب عن عبد الله بن عمرو : ما من أهل الجنة من أحد إلا يسعى عليه ألف خادم كل خادم على عمل ما عليه صاحبه .
وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا
وإذا رأيت يا محمد " ثم " أي هناك يعني في الجنة ونعيمها وسعتها وارتفاعها وما فيها من الحبرة والسرور " رأيت نعيما وملكا كبيرا " أي مملكة لله هناك عظمة وسلطانا باهرا وثبت في الصحيح أن الله تعالى يقول لآخر أهل النار خروجا منها وآخر أهل الجنة دخولا إليها : إن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها وقد قدمنا في الحديث المروي من طريق ثوير بن أبي فاختة عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر في ملكه مسيرة ألف سنة ينظر إلى أقصاه كما ينظر إلى أدناه " فإذا كان هذا عطاؤه تعالى لأدنى من يكون في الجنة فما ظنك بما هو أعلى منزلة وأحظى عنده تعالى وقد روى الطبراني هاهنا حديثا غريبا جدا فقال حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا محمد بن عمار الموصلي حدثنا عقبة بن سالم عن أيوب بن عتبة عن عطاء عن ابن عمر قال جاء رجل من الحبشة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " سل واستفهم " فقال يا رسول الله فضلتم علينا بالصور والألوان والنبوة أفرأيت إن آمنت بما آمنت به وعملت بما عملت به إني لكائن معك في الجنة قال " نعم والذي نفسي بيده إنه ليرى بياض الأسود في الجنة من مسيرة ألف عام " ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قال لا إله إلا الله كان له بها عهد عند الله ومن قال سبحان الله وبحمده كتب له مائة ألف حسنة وأربعة وعشرون ألف حسنة " فقال رجل كيف نهلك بعد هذا يا رسول الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الرجل ليأتي يوم القيامة بالعمل لو وضع على جبل لأثقله فتقوم النعمة أو نعم الله فتكاد تستنفذ ذلك كله إلا أن يتغمده الله برحمته " ونزلت هذه السورة " هل أتى على الإنسان حين من الدهر - إلى قوله - ملكا كبيرا " فقال الحبشي وإن عيني لترى ما ترى عيناك في الجنة قال " نعم " فاستبكى حتى فاضت نفسه قال ابن عمر ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدليه في حفرته بيده . | |
|
نانا [ مــرآقـبـه عـامـه ]
الجنس : عدد الرسائل : 1811 العمر : 33 البلد : الاسماعيلية تاريخ التسجيل : 29/11/2008
| موضوع: رد: الجزء الثانى من تفسير سوره الانسان الأربعاء مارس 11, 2009 2:26 pm | |
| شكرا علي التفسير جزاك الله كل خير | |
|
golden_tiger [ إدارهـــ ]
الجنس : عدد الرسائل : 8141 العمر : 43 البلد : egypt تاريخ التسجيل : 04/09/2007
| موضوع: رد: الجزء الثانى من تفسير سوره الانسان الخميس مارس 12, 2009 3:40 pm | |
| | |
|